قصة: المفاجأة (مهداة لكل المغتربين)

أنهى رضوان مكالمته الهاتفية مع أخيه السعيد المغترب منذ أكثر من خمس سنوات عن بلده الجزائر، طلب منه أن يذهب إلى المطار ليستلم طردا من صاحبه كعادته وكما يفعل معهم كل عام.
سعيد واحد من ملايين الشباب الذين حلموا بنور أوروبا والعيش الهنيء بها، فتحين الفرص ولم يضيعها من أول تأشيرة منحت له لزيارة عمته بفرنسا، لكنه سافر ولم يعد ومن هناك عبر إلى بريطانيا… كابد المتاعب والمشاق ليحصل على إقامة قانونية هناك…
رن هاتف المنزل اليوم فهرولت إليه أم السعيد لتجيب، هو الوقت الذي يتحدث فيه ابنها ككل يوم أحد:
-ألو... أمي... اشتقت إليك... لقد بعثت الطرد مع صديقي، من المفروض أن يستلمه رضوان اليوم... أمي، والله اشتهيت مأكولاتك اللذيذة خاصة الشربة والمثوم...
بعدما أنهت المكالمة اغرورقت عيناها حزنا... وبينما هي تائهة تفكر في حال ابنها فتح الباب الرئيسي للمنزل وتعالى هتاف بناتها على أخيهم السعيد... خفق قلبها بشدة ولم تتمالك نفسها لما سمعت صوت ابنها ونزلت السلم ركضا ومتخطية بعض الأدراج وقد نسيت عجزها عن المشي بسبب مرضها...
دهشت لرؤية ابنها السعيد أمام عينيها التي راحت تذرف الدمع الغزير ... وكأنها في حلم لا تريد أن تستيقظ منه.. وضمت ابنها بشدة الشوق الكبير الذي اعتراها وطول انتظارها اليائس...
وراح الجميع يؤنبون رضوان، لكن فهموا أنه هو الآخر فوجيء مثلهم بالمطار وكاد يفقد صوته ويغمى عليه لما رأى أخاه أمامه...
حقا، لقد كانت المفاجأة الكبرى...


(قصة حقيقية)